سورة محمد - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (محمد)


        


قوله عز وجل: {أَفَمَن كَان عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبّهِ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أنه القرآن، قاله ابن زيد.
الثاني: أنه محمد صلى الله عليه وسلم، قاله أبو العالية، والبينة الوحي.
الثالث: أنهم المؤمنون، قاله الحسن، والبينة معجزة الرسول.
الرابع: أنه الدين، قاله الكلبي.
{كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ} فيه قولان:
أحدهما: عبادتهم الأوثان، قاله الضحاك.
الثاني: شركهم، قاله قتادة، وفيهم قولان:
أحدهما: أنهم كافة المشركين.
الثاني: أنهم الإثنا عشر رجلاً من قريش.
وفيمن زينه لهم قولان:
أحدهما: الشيطان.
الثاني: أنفسهم.
{وَاتَّبَعُواْ أَهْوَآءَهُم} فيه قولان:
أحدهما: أنه نعت لمن زين له سوء عمله.
الثاني: أنهم المنافقون، قاله ابن زيد.


قوله عز وجل: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} هم المنافقون: عبد الله بن أُبيّ بن سلول، ورفاعة بن التابوت، وزيد بن الصليت، والحارث بن عمرو، ومالك بن الدخشم. وفيما يستمعونه قولان:
أحدهما: أنهم كانوا يحضرون الخطبة يوم الجمعة فإذا سمعوا ذكر المنافقين فيها أعرضوا عنه، فإذا خرجوا سألوا عنه، قاله الكلبي ومقاتل.
الثاني: أنهم كانوا يحضرون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المؤمنين، فيسمعون منه ما يقول، فيعيه المؤمن ولا يعيه المنافق.
{حَتَّى إِذا خَرَجُواْ مِن عِندِكَ} أي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{قَالُواْ لِلَّذِينَ أوتُواْ الْعِلْمَ} فيهم أربعة أقاويل:
أحدها: أنه عبد الله بن عباس، قاله عكرمة.
الثاني: عبد الله بن مسعود، قاله عبد الله بن بريدة.
الثالث: أبو الدرداء، قاله القاسم بن عبد الرحمن.
الرابع: أنهم الصحابة، قاله ابن زيد.
{مَاذَا قَالَ ءَانِفاً} هذا سؤال المنافقين للذين أُوتوا العلم إذا خرجوا من عند النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه وجهان:
أحدهما: يعني قريباً.
الثاني: مبتدئاً.
وفي مقصودهم بهذا السؤال وجهان:
أحدهما: الإستهزاء بما سمعوه.
الثاني: البحث عما جهلوه.
قوله عز وجل: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن الإستهزاء زاد المؤمنين هدى، قاله الفراء.
الثاني: أن القرآن زادهم هدى، قاله ابن جريج.
الثالث: أن الناسخ والمنسوخ زادهم هدى، قاله عطية.
وفي الهدى الذي زادهم أربعة أقاويل:
أحدها: زادهم علماً، قاله الربيع بن أنس.
الثاني: علموا ما سمعوا، وعلموا بما عملوا، قاله الضحاك.
الثالث: زادهم بصيرة في دينهم وتصديقاً لنبيهم، قاله الكلبي.
الرابع: شرح صدورهم بما هم عليه من الإيمان.
ويحتمل خامساً: والذين اهتدوا بالحق زادهم هدى للحق.
{وَءَاتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} فيه خمسة أوجه:
أحدها: آتاهم الخشية، قاله الربيع.
الثاني: ثواب تقواهم في الآخرة، قاله السدي.
الثالث: وفقهم للعمل الذي فرض عليهم، قاله مقاتل.
الرابع: بين لهم ما يتقون، قاله ابن زياد.
الخامس: أنه ترك المنسوخ والعمل بالناسخ، قاله عطية.
قوله عز وجل: {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأتِيَهُم بَغْتَةً} أي فجأة.
{فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أشراطها آياتها، قاله ابن زيد.
الثاني: أوائلها، قاله ابن عباس.
الثالث: أنه انشقاق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله الحسن.
الرابع: ظهور النبي، قاله الضحاك. قال الضحاك لأنه آخر الرسل وأمته آخر الأمم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ وَالسَّاعَة كَهَاتِينِ» وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.
{فَأَنَّى لَهُمْ} قال السدي: معناه فكيف لهم النجاة.
{إذَا جَآءَتْهُمْ ذِكرَاهُمْ} فيه وجهان:
أحدهما: إذا جاءتهم الساعة، قاله قتادة.
الثاني: إذا جاءتهم الذكرى عند مجيء الساعة، قاله ابن زيد.
وفي الذكرى وجهان:
أحدهما: تذكيرهم بما عملوه من خير أو شر.
الثاني: هو دعاؤهم بأسمائهم تبشيراً أو تخويفاً. روى أبان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أَحْسِنُواْ أَسْمَآءَكُم فَإِنَّكُم تُدْعَوْنَ بِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ، يَا فُلاَنُ قُمْ إِلَى نُورِكَ، يَا فُلاَنُ قُمْ فَلاَ نُورَ لَكَ».
قوله عز وجل: {فَاعلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ} وفي- وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم عالماً به- ثلاثة أوجه:
أحدها: يعني اعلم أن الله أعلمك أن لا إله إلا الله.
الثاني: ما علمته استدلالاً فاعلمه خبراً يقيناً.
الثالث: يعني فاذكر أن لا إله إلا الله، فعبر عن الذكر بالعلم لحدوثه عنه.
{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} يحتمل وجهين:
أحدهما: يعني استغفر الله أن يقع منك ذنب.
الثاني: استغفر الله ليعصمك من الذنوب.
{وَلِلْمُؤمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} أي استغفر لهم ذنوبهم.
{وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} يحتمل وجهين:
أحدهما: متقلبكم في أسفاركم، ومثواكم في أوطانكم.
الثاني: متقلبكم في أعمالكم نهاراً ومثواكم في ليلكم نياماً.


قوله عز وجل: {وَيَقُولُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوْلاَ نُزَّلِتْ سُورَةٌ} كان المؤمنون إذا تأخر نزول القرآن اشتاقوا إليه وتمنوه ليعلموا أوامر الله وتعبده لهم.
{فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ} وفي قراءة ابن مسعود: فإذا أنزلت سورة محدثة {وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ}.
في السورة المحكمة قولان:
أحدهما: أنها التي يذكر فيها الحلال والحرام، قاله ابن زياد النقاش.
الثاني: أنها التي يذكر فيها القتال: وهي أشد القرآن على المنافقين، قاله قتادة.
ويحتمل:
ثالثاً: أنها التي تضمنت نصوصاً لم يتعقبها ناسخ ولم يختلف فيها تأويل:
{رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ} هم المنافقون، لأن قلوبهم كالمريضة بالشك. فإذا أنزلت السورة المحكمة سر بها المؤمنون وسارعوا إلى العمل بما فيها، واغتم المنافقون ونظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{نَظَرَ الْمَغْشِّيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوتِ} غماً بها وفزعاً منها.
{فَأَوْلَى لَهُمْ} فيه وجهان:
أحدهما: أنه وعيد، كأنه قال: العقاب أولى لهم، قاله قتادة.
الثاني: أولى لهم، {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} من أن يجزعوا من فرض الجهاد عليهم، قاله الحسن.
وفيه وجه ثالث: أن قوله {طَاعَةٌ وَقُوْلٌ مَعْرُوفٌ} حكاية من الله عنهم قبل فرض الجهاد عليهم، ذكره ابن عيسى.
والطاعة هي الطاعة لله ورسوله في الأوامر والنواهي. وفي القول المعروف وجهان:
أحدهما: هو الصدق والقبول.
الثاني: الإجابة بالسمع والطاعة.
{فَإِذَا عَزَمَ الأمْرُ} أي جد الأمر في القتال.
{فَلَوْ صَدَقُواْ اللَّه} بأعمالهم {لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ} من نفاقهم.
قوله عز وجل: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي الأرْضِ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: فهل عسيتم إن توليتم أمور الأمة أن تفسدوا في الأرض بالظلم، قاله الكلبي.
الثاني: فهل عسيتم إن توليتم الحكم فجعلتم حكاماً أن تفسدوا في الأرض بأخذ الرشا، قاله أبو العالية.
الثالث: فهل عسيتم إن توليتم عن كتاب الله أن تفسدوا في الأرض بسفك الدماء الحرام. {وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ}، قاله قتادة.
الرابع: فهل عسيتم إن توليتم عن الطاعة أن تفسدوا في الأرض بالمعاصي وقطع الأرحام، قاله ابن جريج.
وفي هذه الآية ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه عنى بها المنافقين وهو الظاهر.
الثاني: قريشاً، قاله أبو حيان.
الثالث: أنها نزلت في الخوارج، قاله بكر بن عبد الله المزني.

1 | 2 | 3 | 4